عضو المجلس الوطني الفلسطيني عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ليلى خالد: فكرة المقاومة لا يريدونها بيننا

كريم وناس
باحث بالمركز التونسي للبحوث والدراسات حول الإرهاب ورئيس تحرير المجلة الالكترونية دراسات حول الإرهاب

في 14 سبتمبر 2022 حلّت ليلى خالد بتونس لتقدم شهادتها عن المقاومة وحول الإرهاب في إطار ندوة دولية نظمها المركز التونسي  للبحوث والدراسات حول الإرهاب بالشراكة مع المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.

في شهادتها ، تحدثت ليلى خالد عن القضية الفلسطينية وتاريخيتها وحقائق الصراع المتعلقة بها، وفكرة المقاومة والجدل المرتبط بها، في ظل تصاعد الحركات الإرهابية التي مثّلت أدوات يستخدمها الصهاينة، ومن والاهم لاستهداف الشعوب في المنطقة العربية حتى لايدافعوا عن فكرة المقاومة، سواء كان ذلك في مواجهة العدو الصهيوني، أو حتى في مواجهة الاستبداد في بلدانهم، التي تقودها أنظمة خانعة تسارع الواحدة تلو الآخر للركوع على أبواب تل أبيب ضمن موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني، في إطار ما سمي بمشروع الشرق الأوسط الجديد.

وجهت ليلى خالد في كلمتها التحية إلى شهداء تونس الذين استشهدوا في فلسطين والذين كانوا يقاتلون في صفوف عديد من الفصائل الفلسطينية في لبنان قائلة ''لكم الشرف ولنا الافتخار والوفاء للشهداء من تونس، هذه صورة تونس.

هتافاتكم تعطينا القوة ومزيدا من القوة

وتقول عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "وجه تونس، وجه عروبي وجه تونس، كل تونس، بنسائها ورجالها وأطفالها الذين يعرفون عن فلسطين أيضا ويقولون نحن فداء لفلسطين، في هتافاتكم التي سمعناها في الوقفات والمظاهرات ،وهذا يعطينا القوة ومزيدا من القوة وعندما نأتي إلى تونس نشعر أننا مازلنا في فلسطين ''.

'' الشعب الفلسطيني يعرف حقيقة دعم التونسيين لهم، وسيبقى بما يقدم، وبما يكافح، أمانة في أعناق الفلسطينيين، لن ينسوها أبدا، وسنبقى نعلّم الأجيال ونقول لهم أولئك الذين تحت الاحتلال وأولئك الذين مازالوا لاجئين، نقول لهم أنتم لستم وحدكم لا تيأسوا، وراءكم جماهير الأمة العربية كلها، وهذه الجماهير لا تؤمن بأنظمتها، هذه الأنظمة خانعة، تآمرت منذ البدء على فلسطين، أرسلت جيش الإنقاذ لكنه كان جيش لتسليم فلسطين للصهيوني القادم ليحتل ويسرق أرضنا ويشرّدنا'' تؤكد ليلى خالد.

طرحت ليلى خالد في شهادتها حقائق الصراع المتعلقة بالقضية الفلسطينية، لتبيّن أن حقائق الصراع عديدة لا تحتاج إلى تفسير ولا إلى تنظير، فهناك معادلة واحدة أساسها، حيث يكون الإرهاب وحيث يكون الاحتلال، هناك في مواجهته والمعادل له المقاومة وليس غير المقاومة، لا طاولات التفاوض ولا الانقسام ولا غيرها، فالذي يحل المشكلة وحدة الشعب ووحدة التمثيل الذي أنجزه الفلسطينيون من خلال الكفاح المسلح وهو الهوية الوطنية الفلسطينية التي تثبتّت في العالم لا فقط في فلسطين.

الثورات العربية وقع احتواؤها

وفق شهادة ليلى خالد، فإن الشعوب العربية لا تقبل الإهانة ونحن الآن في عالم مضطرب، عالم تحكمه الإمبريالية المتوحشة والرأسمال المتوحش ضد الشعوب، وكل ما نراه ونشهده في هذا العقد من القرن، اضطرابات متواصلة تأتي في إطار هذا السياق، لكن مجرد ما إن أحرق محمد البوعزيزي نفسه من أجل لقمة العيش، ومن أجل الإهانة، اشتعلت الثورة في تونس وانتقلت إلى مصر وأكثر من بلد عربي.

بحسب  ليلى خالد، فإن الثورات العربية قد وقع احتواؤها بتخطيط ممنهج هدفه تيئيس الشعب من دوره وكي وعي الشعوب.، وتستذكر هنا هجوم الكيان الصهيوني في 2008 على قطاع غزة المحاصر، حين تحدّث أحد جنرالات الكيان الصهيوني عن رغبتهم في كي الوعي الفلسطيني والمقصود من ذلك كي وعي الشعب الفلسطيني حتى لايقاوم، ففكرة المقاومة لا يريدونها في منطقتنا ويفكرون أننا شعوبا خانعة لكنهم اكتشفوا أننا لسنا كذلك، وهو ما دفعهم إلى استخدام أدوات جديدة من داخل البنى الموجودة في كل بلد، بعد أن رفعت الأنظمة يديها وسلمت وأصبحت حارسة للمصالح الأمريكية، ولتقبل أمريكا بها كأداة من أدوات مواجهة الشعوب العربية، والآن هذه الأنظمة تركع على أبواب تل أبيب وعلى أبواب الولايات المتحدة الأمريكية .

وأشارت عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تحدّثت عنه الولايات المتحدة الأمريكية عبر وزيرة خارجيتها كونديليزا رايس والتي قالت بمشروع الشرق الأوسط الكبير. شمعون بيريز رئيس وزراء الكيان الصهيوني سابقا، كتب كذلك كتابا عنوانه الشرق الأوسط الجديد ملخصه بالعقل اليهودي والثروة العربية تزدهر المنطقة.

وفي مواجهة هذا الوضع تقول ليلى خالد، ''ليس لنا خيارات، لنا خيار واحد وهو الخيار الثوري خيار المقاومة بكل أشكالها بما فيها الكفاح المسلح في مقدمته ولذلك أي كان يريد أن يُوصفنا بالإرهاب نقول له لا يهمنا توصيفك فنحن نقاوم على الأرض وليس بالتوصيف''.

فالمقاومة حق للإنسان، ليس فقط بالقوانين الدولية التي لا ينفذها إلى من وضعها، فقد تحدثوا بعد الحرب العالمية الثانية عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، لكن من يُقرّر على الأرض فقط الشعوب المكافحة.

اتفاقات أوسلو جسر للتطبيع

وفي سياق روايتها لتفاصيل القضية الفلسطينية بيّنت ليلى خالد أن ميثاق الأمم المتحدة يقول في البند الثامن من حق الشعوب المضطهدة أو تحت الاحتلال أن تقاوم بكل الوسائل بما فيها الكفاح المسلح، والفلسطينيون ليسوا مضطرين للدفاع عن أنفسهم أمام العالم، نحن نروي روايتنا ومن يقتنع نناقشه، لكن القضية الفلسطينية  لم تكن مطروحة على طاولات المجتمع الدولي، والذي زاد الطين بلّة التطبيع العربي وقبلها اتفاقات أوسلو التي فتحت الباب للعرب وهي الجسر الذي عبره الكيان الصهيوني لتوقيع اتفاقات مع العرب.

تؤكد ليلى خالد أن هؤلاء الذين وقعوا الاتفاقات ،ساهموا في ازدياد التنكيل بالشعب الفلسطيني بدأ من الأسير الذي يقبع في الانفراد ويعتقل دون تهمة وصولا إلى كل الممارسات البربرية والوحشية وعمليات الإبادة الجماعية التي تهدف إلى زرع الخوف في صفوف الشعب الفلسطيني .

الصهاينة عنصريون، وحاقدون، وهدفهم كي وعينا وإفقادنا إنسانيتنا وليس لديها أي محرمات، الكيان الصهيوني يعتبر نفسه فوق القانون الدولي لأنه لم يعاقب دوليا لا يسمح بنقده، فالتهم جاهزة لكل من ينتقده.

إسرائيل  حسب ليلى خالد، روّجت في العالم رواية الهولوكوست،وتحدثت عن استهداف اليهود، من قبل النازيين، لكن في المقابل أصبحت تمارس جرائمالإبادة الجماعية والمحارق تجاه الشعب الفلسطيني .

الحلم شكل من أشكال المقاومة

سألني صحفي أحد المرات هل مازلت تحلمين بفلسطين؟ أجبته دون تردد نعم، فقال كيف سيتحقق هذاالحلم؟ إجابتي كانت بسيطة، بالمقاومة فقال مضى الزمن ولازلت تحلمين، فأجبته هذا الحلم ليس حلمي وحدي، بل حلم كل شعبي، وهذا الأمر مزعج لإسرائيل. فالذي يحلم وينام نوما عميقا، وليست أحلام يقظة، والحلم شكل من أشكال المقاومة، وفق رواية ليلى خالد خلال شهادتها عن المقاومة.

معنا كل أحرار العالم

تؤكد ليلى خالد أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم  بل معهم كل أحرار العالم، ''رفيقي من نيكاراغوا الذي كان معي على الطائرة واستشهد أمام عيني ما الذي أتى به من بلده ليلتحق بصفوف المقاومة الفلسطينية، لا لشيء إلا لأنه إنسان حرّ، وكان من المفترض أن استشهد أنا على الطائرة لكن نالها هو.

ووفق شهادة ليلى خالد فإن الولايات المتحدة الأمريكية ، ترفض أي دعوة لمؤتمر عالمي دولي برعاية الأمم المتحدة لتحديد مفهوم الإرهاب رغم الدعوات المتكررة وهذا يأتي ضمن محاولات الزج بالتحركات النضالية  وحركات المقاومة في خانة الإرهاب لا يجب الالتفات له باعتبار أن المقاومة بالهدف لا بالتوصيف.

تقول ليلى خالد ''الإرهاب الدولي فكري وسياسي وثقافي وبالقمع ومن منا لم يكتوي بالقمع العربي والذي يناضل ضد الاستبداد في بلده مثله مثل الذي يناضل ضد فلسطين وهو سند للمقاومة الفلسطينية لأنه يثور على الاستبداد''.

هذه رسالتي للشباب التونسي

لم تنس ليلى خالد خلال تقديم شهادتها توجيه رسالة للشباب التونسي إذ دعتهم إلى مقاومة الظلم بكل الوسائل والبقاء دائما مبتسمين ومتفائلين ففي الأخير سيحققون أهدافهم إذا ما استمروا في المقاومة ولا يخافوا السجون، فالسجون لن تغلق، وهناك من سيخرجكم، شعبكم سيحرّركم .

واستحضرتليلى خالد الشهيد شكري بلعيد لتروي تفاصيل اتصاله بها ليعلمها بالجهود المتعلقةبتوحيد القوى الوطنية تحت تجربة الجبهة الشعبية. تقول ليلى خالد ''في فلسطين سعدنا بهذه الجبهة واعتبرنا أنها ستكون رافعة للمقاومة في تونس ..لكن للأسف الظلاميين وهم إحدى أدوات المعسكر المعادي للشعوب قاموا باغتياله أشهر فقط بعد تأسيس الجبهة ولا حقا اغتالوا محمد البراهمي ''.

وفق ليلى خالد، في المقاومة لا يوجد ما هو مسموح وما هو غير مسموح،  فالشعوب لا تطلب الإذن من أحد، ولا يطلب منها أحد المقاومة، هي التي تقاوم من تلقاء نفسها بذلك، الظلم يخرم عظامنا لكن لا يجب أن يخرم عقولنا.

وتؤكد عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجود محاولات جادة لاختراق الشعوب العربية وعقولها والآن هناك محاولات جادة من خلال وسائل الاتصال الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي المتعددة والمتنوعة.

''استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لاستقطاب الشباب للذهاب للقتال في سوريا حوالي 30 ألف مندول مختلفة، ما الذين يريدونه من سوريا هل سينشرون الدعوة فيها، رافعين راية لا إله إلا الله ويذبحون الأبرياء أي دين هذا، وفي المقابل يكفروننا لأننا ضدهم، لماذا لم يذهب أي داعشي إلى فلسطين''.

''الخيار الوحيد هو الثورة دائما ثورة فكرية ثورة ثقافية ثورة على الأرض من خلال التظاهر والحركات الاحتجاجية لكن من الضروري أن نكون واضحين وما نهدف إليه من خلال هذا الحراك''.

من التجربة، لما صعدت على أول طائرة ومعي قنبلة، ودخلت على قائد الطائرة سألته هل تعرف ما هذا، قال قنبلة، أمسكت بأمان القنبلة وفتحته وأعطيته إياه كذكرى له. وعرفّته من نحن، نحن فلسطينيون من وحدة تشي غيفارا، واسمي كابتن شادية أبوغزالة، وهي أول شهيدة فلسطينية بالثورة المعاصرة.

من هي ليلى خالد؟

ولدت ليلى خالد في مدينة حيفا، والدها: علي؛ والدتها، جميلة لطوف، لها ست أخوات وخمسة أخوة، زوجها:المرحوم  فايز رشيد؛ ابنيها: بدر وبشار.

اضطُرت عائلتها إلى مغادرة حيفا إلى لبنان بعد سقوطها في أيدي القوات الصهيونية في نيسان/ أبريل 1948، ولم تكن ليلى قد جاوزت الرابعة من عمرها، واستقرت العائلة في مدينة صور.

درست ليلى خالد في مدارس اتحاد الكنائس الإنجيلية في مدينة صور، وأكملت دراستها الثانوية في مدرسة صيدا للبنات.

انتسبت سنة 1959 إلى"حركة القوميين العرب"، والتحقت سنة 1963 بالجامعة الأميركية في بيروت،لكنها لم تدرس فيها سوى سنة واحدة لعدم قدرة العائلة على تغطية تكاليف الدراسة، وانتخبت، إبان وجودها في هذه الجامعة، عضواً في الهيئة الإدارية للاتحاد العام لطلبة فلسطين في بيروت.

عملت ليلى خالد، بين سنتي 1963 و1969، مُدرسة للغة الإنكليزية في المدارس الحكومية في الكويت. انتسبت إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ تأسيسها في كانون الأول/ ديسمبر 1967. وانخرطت بين سنتي 1969 و1972 في العمل العسكري الخارجي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي كان يقوده وديع حداد. فشاركت في اختطاف طائرة أمريكية (TWA) في 29 آب/ أغسطس 1969 في مع رفيقها سليم عيساوي، احتجزت ورفيقها على أثرها في سوريا مدة شهر ونصف، ثم أطلق سراحهما. كما شاركت في 6 أيلول/ سبتمبر 1970 في اختطاف فاشل لطائرة العال الإسرائيلية متجهة من أمستردام إلى نيويورك، فقُتل فيها رفيقها النكاراغوي الأميركي باتريك اورغويللو على متن الطائرة من قبل رجال الأمن الإسرائيليين، في احتجزت هي في لندن مدة شهر بعدما هبطت الطائرة في العاصمة البريطانية.

بين سنتي 1973 و1977، التحقت ليلى خالد بالمقاومة الفلسطينية في لبنان، فتابعت مهامها في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ونشطت في الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية. وكانت أيضاً تشارك في مساعدة المهجرين والجرحى إثر الهجمات الإسرائيلية على المخيمات الفلسطينية.

وكانت ليلى خالد قد انتخبت سنة 1974 في المؤتمر الثاني للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عضواً في الأمانة العامة للاتحاد. ومن خلال هذه العضوية، شاركت في مؤتمرات دولية وإقليمية ومحلية، وفي العديد من ورش العمل الخاصة بالمرأة. كما شاركت، سنة 1978، مع الأمانة العامة للاتحاد بتأسيس "بيت أطفال الصمود" لرعاية أبناء شهداء مخيم "تل الزعتر" في شمال بيروت في إثر سقوطه خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

درست ليلى خالد، بينسنتي 1978 و1980 في مدينتَي موسكو ورستوف. بيد أنها قطعت دراستها عندما دعت منظمة التحرير الفلسطينية الطلاب الجامعيين في الخارج للمساهمة في الدفاع عن الثورة الفلسطينية. وساهمت، خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان صيف 1982، في إيواء المهجرين، إضافة إلى العناية بالجرحى في المستشفيات.

أصبحت ليلى خالد عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني اعتباراً من الدورة الرابعة عشرة التي انعقدت في دمشق في كانون الثاني/ يناير 1979. وقد شاركت، بصفتها هذه، في العديد من الوفود البرلمانية الفلسطينية، كما كانت عضواً في لجنة المرأة العربية التابعة للاتحاد البرلماني العربي.

بعد إعادة تنظيم الوضع في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في إثر الخروج من لبنان سنة 1982، تبوأت ليلى خالد عدداً من المواقع التنظيمية القيادية.

ففي سنة 1986، تأسست"منظمة المرأة الفلسطينية" بصفتها الإطار الجماهيري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وانتخبت ليلى خالد سكرتيرة أولى لها. وعملت هذه المنظمة على تعبئة النساء وحشدهن للدفاع عن حقوقهن وحقوق الشعب الفلسطيني من خلال البرامج والخطط التي أُعدت لذلك، وأصبح لها فروع في عدد من البلدان العربية، كما في المهاجر. وقد أصدرت المنظمة النسائية مجلة "صوت المرأة" وأوكلت إلى ليلى خالد رئاسة تحريرها.

انتخبت ليلى خالد، سنة 1993، عضواً في اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لدى انعقاد مؤتمرها الوطني الخامس. وفي سنة 2005، انتخبت عضواً في المكتب السياسي للجبهة الشعبية.

انتقلت ليلى وعائلتها سنة 1992 إلى الأردن.